للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأفضل ما يعطى أهل الجنة في الجنة رضوان الله عز وجل (١)، والنار لها دركات كما للجنة درجات (٢)، وأهل النار متفاوتون في العذاب إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقُوَته (٣).

وقد تعرض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لبيان أنواع المكذبين بالبعث والنشور من اليهود والنصارى والصائبة ومنافقي هذه الأمة فقال:

"الذين كفروا من اليهود والنصارى ينكرون الأكل والشرب والنكاح في الجنة، ويزعمون أن أهل الجنة إنما يتمتعون بالأصوات المطربة والأرواح الطيبة مع نعيم الأرواح، وهم يقرّون مع ذلك بحشر الأجساد مع الأرواح ونعيمها وعذابها.

وأما طوائف من الكفار وغيرهم من الصائبة والفلاسفة ومن وافقهم فيقرّون بحشر الأرواح فقط، وأن النعيم والعذاب للأرواح فقط، وطوائف من الكفار والمشركين وغيرهم ينكرون المعاد بالكلية، فلا يقرّون لا بمعاد الأرواح، ولا الأجساد، ورد على الكافرين والمنكرين لشيء من ذلك، بيانا تاما غاية التمام والكمال.

وأما المنافقون من هذه الأمة الذين لا يقرون بألفاظ القرآن والسنة المشهورة فإنهم يحرفون الكلام عن مواضعه، ويقولون هذه أمثال ضربت لنفهم المعاد الروحاني، وهؤلاء مثل القرامطة الباطنية الذين قولهم مؤلف من قول المجوس والصائبة، ومثل المتفسلفة الصائبة المنتسبين إلى الإسلام، وطائفة ممن ضاهوهم: من كاتب، أو متطبب، أو متكلم، أو متصوف، كأصحاب "رسائل إخوان الصفا" وغيرهم، أو منافق، وهؤلاء كلهم كفار يجب قتلهم باتفاق أهل الإيمان" اهـ (٤).


(١) ينظر سورة القيامة: ٢٣، وجامع الأصول لابن الأثير (١٠/ ٥٦٠).
(٢) ينظر سورة النساء: ١٤٥، والتذكرة للقرطبي ص: ٣٨٢.
(٣) صحيح مسلم مع الشرح كتاب الجنة وباب في شدة حر نار جهنم ... : ١٧ - ١٨/ ١٨٥.
(٤) مجموع الفتاوى لابن تيمية ٤/ ٣١٣.