ومشايخهم أنكروا الجهاد، والقرآنيون معروفون في إنكار السنة لأن هذا هو أساس دعوتهم، فقد شنعوا على من نادى بالجهاد ضد العدو، والقاديانية مع ادعائهم بنبوة غلام أحمد القادياني فإنهم قبل كل شيء منكرو السنة ورافضو الجهاد، وكذلك الفرقة النيجرية (الطبيعية) أنكروا السنة ليجعلوا الدين حسب مزاجهم، وجعلوا الجهاد مرفوضًا في دينهم الجديد، وكل هذا يحتاج إلى تفصيل يترك إلى حين الكلام عن كل فرقة.
حتى الجماعة الإسلامية والجماعة التبليغية لم تنجوا من هاتين البليتين مع كونهما من أقرب الجماعات إلى الحق، فقد رأينا موقف الجماعة الإسلامية من السنة عندما ذكرنا آراء مؤسسها حول السنة، وكذلك الجماعة التبليغية وهي لم تميز بين الصحيح والضعيف من السنة، وحولت جميع النصوص الواردة في الجهاد في صالح الاستعمار، فقسمت الجهاد إلى جهادين: الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر واستدلت على هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فقد رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وفسرت الجهاد الأصغر بالقتال ضد الأعداء وزعمت بأنه قد انتهى دوره، وأما الجهاد الأكبر في نظرهم هو الدعوة إلى مبادئهم الستة المحرفة، فقد حملوا كل الآيات التي في الجهاد إلى جهادهم هذا.
وهكذا لما حاد المسلمون عن جادة الطريق ظهر في حيز الوجود فرق وجماعات كثيرة، وكان السبب في وجودها كما ذكرنا الابتعاد عن المنهج السليم وترك الجهاد وإنكار السنة، ولكن المستشرقين اصطنعوا أسبابا جديدة من عندهم لتفريق عقائد المسلمين لتخفى الأسباب الحقيقية عن أنظار المسلمين، ومن الأسباب التي ذكرها المستشرقون عدم وفاء الإسلام بمتطلبات العصر الحاضر، فيقول المستشرق إسمث: