للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصريح: "إنه لا جهاد علينا مسلمي الهند بنصوص القرآن العظيم ومن يقول بوجوبه فهو مخالف للمسلمين ويريد إضرارهم" اهـ (١).

فقد كتب في موضوع الجهاد عدة كتب كلها تدور حول إسقاط فرضية الجهاد من المسلمين الهنود، وإثبات أن الهند دار إسلام ولا جهاد في دار تنسب إلى الإسلام، ومن أهمها "إعلام الأعلام بأن هندوستان دار الإسلام" (٢).

وقد سبقت الإشارة في تمهيد هذا الباب إلى أن من أهم المسائل التي أثيرت حول الجهاد في الهند "مسألة دار الحرب ودار الإسلام"، فإذا كانت الهند دار حرب يجوز الجهاد ضد الحكام وإذا كانت الهند دار الإسلام فلا يجوز القتال، ومن العلماء من قال: إن الهند دار حرب يجوز فيها القتال. ومنهم من قال: إن الهند مع كونها دار الإسلام يجوز فيها القتال. أما البريلوى فقد كتب في هذا الموضوع رسالة تشتمل على عشرين صفحة بعنوان: "إعلام الأعلام بأن هندوستان دار الإسلام" وأثبت فيها أمرين أساسيين:

الأول: أن الهند التي تسلط عليها الإنجليز الكفار ونهبوها وغصبوها هي دار إسلام وهو من أغرب استدلالاته.

والأمر الثاني: الذي حاول إثباته في هذه الرسالة أن المجاهدين الذين سماهم الوهابيين، هم مرتدون لا يجوز أخذ الجزية منهم ولا يعطون الأمان المؤبد، ويجوز استرقاق نسائهم، ولا تحل مناكحتهم ولا أكل ذبائحهم ولا الصلاة على ميتهم ولا مخالطتهم ولا مجالستهم ولا مشاركتهم في أمورهم (٣).

وكتب كتابًا آخر سماه "دوام العيش في أن الأئمة من قريش" (٤). وكان هذا ردًا على الدعوة إلى مناصرة الخلافة العثمانية التي زلزلت أقدام الإنجليز وزحزحت عرشهم


(١) المحجة المؤتمنة للبريلوي ص: ٢٠٨.
(٢) للبريلوي طبع في مطبعة بريلي - الهند.
(٣) ينظر إعلام الإعلام بأن هندوستان دار الإسلام ص ١٩ - ٢٠.
(٤) طبع في لاهور باكستان.