للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وضعفت شوكتهم في الهند، واستدل في هذه الرسالة على ترك مناصرة الخلافة بأن الخليفة لا يكون إلا من قريش فبما أن العثمانيون الأتراك ليسوا من قريش لا تثبت خلافتهم، وعلى ذلك ليس على مسلمي الهند مناصرتهم ومحاربة الإنجليز ومقاتلتهم إلى أن قال: "إن التقنع بحماية الأتراك خداع محض، وإنما المقصود الحقيقي من وراء حركة الخلافة تحرير الأراضي الهندية دون شيء آخر" اهـ (١).

ثم صرح بما استهدف إليه بهذه الرسالة فقال: "لا جهاد ولا قتال على مسلمي الهند في ضوء الشريعة الإسلامية" (٢).

وقد أبدى هو وجماعته المولاة التامة للحكام الإنجليز ومما يدل على ذلك المعروض الذي قدم من قبل علماء البريلوية في حفل وداع "مايكل فرانسس أدورد" (Michael Francis Edward) حاكم البنجاب قالوا فيه: قبل كل شيء نهنئ معاليكم بمناسبة انتهاء الحرب العالمية الضروس، وقد انتهت بكل خير في حكم معاليكم المؤقر، فقد عادت الدولة البريطانيا ذات البركات الإلهية أكثر عظمة من ذي قبل، كما صرح بذلك الملك المعظم، إن سيوف الدولة البريطانية ما دخلت غمودها حتى نال العالم الحرية والأمن، وعم الخير والرفاهية بين الشعوب المستضعفة .... ولا ننسى ذلك الفضل الذي منت به علينا حكومتكم الرشيدة، حين أيّد سفهاؤنا الأتراك وساندوهم فيما يبتغون، كل ذلك أثر نتيجة عدم وعيهم وعدم إعطاء الأمور حقها من الفهم والإدراك ومع ذلك فقد أكد لنا ملكنا العظيم بعدم انتهاك مقدساتنا الإسلامية، وإن هذه الروح الفياضة جددت فينا الحب والولاء والوفاء ....

ونرجو من معاليكم بعد العودة إلى بريطانيا أن تؤكدوا للملك أن وفاءنا وولاءنا لن يتغير أبدًا، مهما قامت المحن والثورات، وأنا على ثقة أن أتباعنا في الجيش سيكونون أوفياء لملكنا المعظم دومًا وأبدًا ....


(١) دوام العيش ص ٩٥.
(٢) المرجع السابق ص ٤٦.