للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنا نأسف على أعمال أولئك الأعداء، أعداء الوطن الذين نظموا الاضطرابات والتجمعات غير الشرعية، وشوهوا وجه منطقة البنجاب الجميل ونعود فنؤكل لمعاليكم إنا نستنكر تلك الأعمال بشدة لأن كتابنا العظيم يوصينا بالابتعاد عن ذلك" اهـ (١).

ويقول إحسان إلهي ظهير رحمه الله: "لا يمكن منصفا أن يعرض عن القول بأن وزن البريلوي والبريلوية وثقلهم كان في كفة الاستعمار الإنكليزي الغاصب إن لم يقل بعمالتهم وجاسوسيتهم وعملهم على حسابهم، لأنه أمر الناس بمقاطعة الجهاد والمجاهدين وترك موالاتهم ضد الاستعمار والمستعمرين بل بالعكس أمر الناس بولايتهم وموالاتهم" اهـ (٢).

إن الكلمة الرائجة عند الاستعمار والمنقولة عنهم هي "فرق تسد" فحَمَّلُوا أحمد رضا البريلوي لواء التفريق والتكفير فحمل هذا اللواء ورفعه فوق شبه القارة كلها، ولم يجد شخصًا بارزًا إلا سبه وشتمه وفسّقه وكفّره، وخاصة الذين نازلوا الاستعمار وقاتلوا ضده والذين مازالوا يتربصون عليهم الدوائر ويتحينون لهم الفرص ليقضوا عليهم ويطردوهم من بلادهم، فرماهم بأسهمهم التي قصد المستعمرون أن يرميهم بها، وحرّض السذج من المسلمين عليهم باسم الدين والإسلام، واتهمهم بهتك حرمات الصالحين وتصغير شأن الأولياء، وتقليل مرتبة الأنبياء حسب الخطة المرسومة (٣).

وكان من الخطة المرسومة من قبل المستشرقين والمستعمرين إبعاد المسلمين عن دينهم الحقيقي، وتثبيتهم على ما عليهم من البدع والخرافات مما أخذوها من الأديان


(١) مجلة جتان ص ١٢ عدد أكتوبر ١٩٦٦ م.
(٢) البريلوية عقائد وتاريخ لإحسان إلهي: ٤٤.
(٣) ينظر المرجع السابق ص: ٣٨ - ٣٧.