للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترغيب لكسب الكمال فيها .... وكذلك لم يتفق لي التوغل في علم الحديث والأصول والفقه إلا كطل من الوابل" اهـ (١).

وذكر ابنه بشير أحمد أن أباه غلام أحمد القادياني درس بعض الكتب الإنكليزية، فقال: "وفي أثناء قيامه في سيالكوت فتحت مدرسة ليلية الإنكليزية لموظفي الحكومة .... بدأ حضرته (الغلام القادياني) يدرس الإنكليزية في هذه المدرسة، وقرأ كتابًا أو كتابين هناك" اهـ (٢).

هذا جُلّ ما تعلمه القادياني أيام دراسته، ولقد فاتته أهم العلوم وأجلها مثل القرآن وتفسيره والحديث وعلومه والفقه وأصوله، لعله لم يردها أو أرادها ولكن قد عاقته دون تعلمها كثرة الأمراض التي كان يعانيها منذ صغره، من الأمراض التي قد أصيب بها الميرزا ما يلي: الكسور في يده اليمنى، ومرض الدق والسل، ومرض الدُوار، ومرض عصبي وسوء الذاكرة، ومرض الماليخوليا (المراق) بسبب ضعف في الدماغ، وكان ضعيف العينين لم يكد يفتحهما وأخطر مرض أصيب به القادياني مرض "هستيريا" (٣). نسأل الله السلامة والعافية من كل شر.

وتوظف الميرزا القادياني في محاكم المديرية في مدينة سيالكوت بمرتب يساوي خمس عشرة روبية (٤). وبقي على ذلك أربع سنوات من عام ١٨٦٤ م إلى عام


(١) التبليغ إلى مشايخ الهند للغلام أحمد القادياني ص: ٥٩، نقلًا عن القاديانية دراسات وتحليل لإحسان إلهي ص: ١٢٧.
(٢) سيرة المهدي لبشير أحمد: ط/ ٢ - ١٩٣٥ م ص: ١٣٧.
(٣) ينظر سيرة المهدي لغلام بشير أحمد ١/ ١٩٨، وحياة أحمد ليعقوب القادياني ١/ ٧٩، وحقيقة الوحي للغلام أحمد القادياني ص: ٢٠٦، ومكتوبات أحمدية ٥/ ٣ - ٢، ومجلة القاديانية ريوو آف ريليجز الصادرة ٣١ أكتوبر ١٩٠١ م، وسيرة المهدي لغلام بشير أحمد ٢/ ٥٥ - ٧٧، والقادياني والقاديانية للندوي ص: ٢٣.
(٤) ينظر كتاب تحفه شهزاده ويلز (هدية إلى ولي العهد سمو أمير ويلز) للبشير الدين محمود ط/ ٢، ١٩٢٢ م ص: ٣٤.