للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨٦٨ م، وبعد أن درس الإنكليزية توظف في الحقوق إلى أن ترك هذه الوظيفة سنة ١٨٦٨ م، ثم شارك والده في المحاكمات والقضايا التي كان مشغولًا بها (١).

هذا وقد قضى معظم حياته في مساندة الحكومة ومؤازرتها، فيقول الميرزا القادياني نفسه عن نفسه: "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنكليزية ومؤازرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنكليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة، وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل والروم" اهـ (٢).

لقد كان العصر الذي عاش فيه الميرزا غلام عصر المناظرات بين الأديان والفرق، وقد نشط المستشرقون النصارى ورجال الكنيسة في نشر ديانتهم، والدعوة إليها، والرد على الدين الإسلامي، فقد هيأ الميرزا القادياني نفسه للدخول في هذه المعركة التي تكسبه الصيت البعيد، وبدأ يؤلف كتابًا كبيرًا في إثبات فضل الإسلام والرد على النصرانية، وغيرها من الأديان السائدة في الهند كالآرية والبرهمية، وسماه براهين أحمدية.

وبدأ تأليف هذا الكتاب عام ١٨٧٩ م، وكاتب بعض العلماء والباحثين ليرسلوا إليه أفكارهم ومقالاتهم لكي يستعين بها في تأليفه، ومن هؤلاء العلماء الذين راسلهم القادياني السيد جراغ علي، فجاء الكتاب في أربعة أجزاء، (٣). وفي صفحة ٥٦٢ أصدر المؤلف إعلانًا بالإنكليزية والأردية تحدى فيه وادعى لأول مرة أنه مأمور من الله لإقامة حجة الإسلام، ومهيأٌ لإقناع حميع الناس، فقال: "لقد كلفني الله إصلاح الخلق بكل مسكنة وتواضع وفقر وتذلل على طريق النبي الناصري الإسرائيلي (المسيح)، وقد ألفت لهذا الغرض كتاب "براهين أحمدية"، فقد جمعت فيه ٣٧ مَلْزَمةً،


(١) سيرة المهدي لغلام بشير أحمد ١/ ١٥٦.
(٢) ينظر ملحق بكتاب شهادة القرآن ط/ ٦ ص: ١٠.
(٣) ينظر سيرة المهدي لغلام بشير علي ٢/ ١٥١.