للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: أن نطيع الله تعالى.

والثاني: أن نطيع الحكومة التي بسطت الأمن وأظلتنا بظلها وحمتنا من أيدي الظالمين، وهذه الحكومة هي الحكومة البريطانية (١).

وكتب بشير الدين محمود أحمد ابن القادياني خطابا قدمه إلى الملك "جورج" (George) الخامس ملك المملكة البريطانية، وذلك بمناسبة زيارته للهند سنة ١٩٣١ م، فيقول فيه: "إن منهج هذه الجماعة من يوم تأسيسها أن تطيع الحكومة القائمة، وتبتعد عن جميع أعمال الفتنة والفساد (يقصد أعمال الجهاد لتحرير البلاد من الاحتلال الإنكليزي)، وأن مؤسسها عليه السلام كان قد وضع ضمن شروط المبايعة التي لا يمكن للمرء أن ينضم إلى الجماعة بدونها، وهو ضرورة أن يتعهد الشخص بأن يطيع الحكومة القائمة، ولهذا قد اجتنب أعضاء هذه الجماعة الفتنة والفساد، وأصبحوا أسوة وقدوة للآخرين" اهـ (٢).

ولسنا بحاجة أن نكثر النصوص في إثبات صلة القاديانية بالاستعمار، ولكن الذي يهمنا في هذا المقام أن نبين الدوافع التي تسببت في نشأة هذه الفرقة، ولقد سبقت الإشارة في تمهيد هذا الباب من أن ترك الجهاد وإنكار السنة قضيتان قد قامتا لخدمة الاستعمار، فكل زعامة نادت بأحدى هاتين القضيتين أو بكلتيهما ساندها الاستعمار وشجعها الاستشراق، فالقاديانية نادت بكلتيهما.

أما الجهاد الذي أقلق الاستعمار وشغل خاطر الاستشراق فأفتى الميرزا غلام أحمد القادياني بكل صراحة بحرمته في عصره، وكتب كتابات طافحة بذلك ومن ذلك قوله: "لقد ألغي الجهاد في عصر المسيح الموعود إلغاءً باتًا" اهـ (٣).


(١) شهادة القرآن للقادياني ط/ ٦ مطبعة البنجاب الباكستان ص: ٣.
(٢) كتاب تحفة شهزاده ويلز لبشير الدين محمود أحمد القادياني نقلا عن ما هي القاديانية؟ لأبي الأعلى المودودي دار القلم كويت ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م ص: ١٤ (ومعلوم أن ولي العهد للتاج البيطاني يلقب بأمير ويلز (prince of wales).
(٣) ينظر كتاب الأربعين لغلام أحمد القادياني ط/ ٢ - ١٩٢٠ م ص: ١٩.