للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما السنة النبوية التي حسدها المستشرقون في بقائها بكل ثبوت عند المسلمين، وخافوا من عودة المسلمين بالتمسك بها إلى أصل الدين الحنيف، فأنكرها غلام أحمد القدياني بالدعوة إلى اتباع نفسه والتمسك بما اخترع من دين فيقول في ذلك:

"فكلما ذكرت مرارًا أن هذا الكلام الذي أتلوه وهو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرآن والتوراة، وأنا نبي ظلي (١)، وبروزي (٢). من أنبياء الله، وطاعتي واجبة على كل مسلم في الأمور الدينية وكما يجب على كل مسلم أن يؤمن بأني المسيح الموعود، وكل من بلغته دعوتي فلم يحكِّمني، ولم يؤمن بأني المسيح الموعود، ولم يؤمن بأن الوحي الذي ينزل عليّ من الله، هو مسئول يوم القيامة ومحاسب في السماء وإن كان مسلمًا، لأنه قد رفض الأمر الذي قد وجب عليه في وقته، إنني لا أقتصر على قولى: "أنني لو كنت كاذبًا لهلكت"، بل أضيف إلى ذلك أنني صادق كموسى وعيسى وداود ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماوية تربو على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عين الأنبياء زمان بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا، والقرآن يعيّن عصري، وقد شهدت لي السماء والأرض، وما من نبي إلا وقد شهد لي" اهـ (٣).

وإن كانت هذه الدعوى حرب على الكتاب والسنة بل على جميع الكتب السماوية إلا أنه قد يعترف أحيانًا بأن القرآن كلام الله وهو يتبعه، ولكن السنة النبوية لم يشر قط في كتاب من كتبه أنه يعمل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنة أو يتبع منهج الصحابة في ذلك.


(١) معناه عند الميرزا: "أنا مرآة انعكست فيها الصورة المحمدية والنبوة المحمدية بتمامها" (نزول المسيح ص: ٣).
(٢) ومعناه عند الميرزا: "انعكست الكمالات المحمدية كلها من النبوة المحمدية في لون البروز في مرآة ظلي" (ايك غلطي كا إزالة).
(٣) تحفة الندوة لغلام أحمد القادياني مطبع ضياء الإسلام، قاديان ط/ ١٩٠٢ م ص: ٤.