للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشيخ عبد الله السامرَّائي: "لقد جرّب المستعمرون وسائل كثيرة في محاربة الإسلام عن طريق القوة، وعن طريق الإفساد الحضاري بواسطة الإغراء بالمال والسلطان وعن طريق الإكراه والاضطهاد فلم يحصد من ذلك إلا الكراهية والعناد والإصرار على المقاومة، فأدركوا أن خير وسيلة لمحاربة الإسلام وإضعافه في محاربته من الداخل عن طريق قيام حركة دينية تتحدث باسم الإسلام، وتدين بمبادئه، وترفع شعاراته، وتدخل في حوار مع واحد من أسسه، وتتحرك عبره في سبيل تفجيره من الداخل فالانتقال منه إلى إشعال الحريق في المبادئ الأخرى، ولما كانت مبادئ الإسلام متكاملة متفاعلة مع بعضها فإن الدخول إلى محاربتها يكون قويا عند اختراق مبدأ النبوة الذي هو الأساس المتين للعقيدة الإسلامية، وإن ركوب موجة النبوة يصلح أن يكون مدخلًا لهدم الإسلام من الداخل والهجوم على بقية مبادئه" اهـ (١).

وقد جاء في وثيقة بريطانية باسم " The arrival of British Empire in India" - وتؤيده القرائن الخارجية- أن إنكلترا أرسلت وفدا من المفكرين (المستشرقين) البريطانيين والزعماء النصارى في سنة ١٨٦٩ م إلى الهند لدراسة الوسائل والطرق التي يمكن أن تتخذ لتسخير المسلمين وحملهم على طاعة السلطة البريطانية، فلما رجع الوفد قدّم تقريرين وذلك سنة ١٨٧٠ م وذكر فيهما: أن أكثر المسلمين في الهند يتبعون زعماء هم الدينيين اتباعا أعمى، فلو وجدنا شخصا يدعي أنه نبي حواري لاجتمع حوله كثير من الناس، ولكن ترقيب شخص كهذا أمر في غاية الصعوبة، فإن حلت هذه المسألة، فمن الممكن أن ترعى نبوة هذا الشخص بأحسن وجه تحت إشراف الحكومة، والآن -ونحن مسيطرون على سائر الهند- نحتاج إلى


(١) القاديانية والاستعمار الإنكليزي لعبد الله السامرائي ص: ٣٩.