مثل هذا العمل لإثارة الفتن بين الشعب الهندي وجمهور المسلمين وإضرابهم الداخلي (١).
فاختاروا لهذا الغرض رجلًا مناسبًا وأعدوه إعدادًا كاملًا فوقع الاختيار على الميرزا غلام أحمد القادياني حسب الخطة المرسومة من قبل الدوائر الاستعمارية، وكأن الخطة كانت متكاملة وشاملة للخطوط العريضة التالية:
١ - أن يكون المرشح لتولي أمر الدعوى واحدًا من العوائل المشهورة بعمالتها للإنجليز والمعروفة تاريخيًا وعمليًا بولائها وخدماتها لهم.
٢ - أن يكون رجل الدعوى مسلمًا وممن اشتهر في الدفاع عن الإسلام، وعمل في حقل مقاومة خصومه وساهم فكريًا في الدفاع عنه، وله قدرة على الكتابة والخطابة، والانتقال من موقع فكري إلى آخر وفقًا لظروف وتطور الأحوال.
٣ - أن يمر المرشح في معارك ثقافية صاخبة، وأن يكون مستعدًا للدخول في "مختبر تجارب"، وينتقل عبره من حالة إلى أخرى ويلبس لكل حالة لَبُوسَها فيكون مرة رجل دينٍ مجددا وأخرى ملهما، وثالثة متصوفا حتى يصل إلى أعلى الدرجات.
٤ - أن يختبر هذا المرشح في إخلاصه وولائه للمستعمرين الإنجليز، وفي استعداده لتبني بدعة منافية للإسلام، لأنه يظل أمينًا على مهمته حتى آخر الشوط.
٥ - أن تكون فيه مواصفات الزعامة الدينية، ولديه مقوِّمات القيادة الفكرية والاجتماعية بحيث يكون قادرًا على زعامة دعوة تقف بمستوى العقيدة الإسلامية.
هذه الشروط والملامح كانت موجودة في شخصية الميرزا غلام أحمد، وإن كانت هناك أمور لم تكن بالدرجة المطلوبة، فإن المستعمرين الإنجليز عملوا على
(١) عجمي إسرائيل ص: ١٩ نقلا عن موقف الأمة الإسلامية من القاديانية وثيقة تاريخية ضد القاديانية اتفق على قبولها أعضاء مجلس الأمة في باكستان وبضوئها أصدر مجلس الأمة الباكستاني قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة، نشرته جمعية تحفظ ختم النبوة المركزية بباكستان.