للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا قد نجح الاستشراق في بثّ فكرة اكتساب النبوة المعروفة عند اليهودية والنصارى في أوساط المسلمين، وأنبتت شجرتها في شخصية الميرزا، وجنت ثمارها في صورة القاديانية.

ومن خلال هذه الدراسة التي كانت حول نشأة الفرقة القاديانية يتبين لنا التاريخ التسلسلي لهذه الفرقة هو: أن الاستشراق قد أوجد الفرقة النيجرية، والفرقة النيجرية كانت سببًا لبروز الفرقة القاديانية، لأنه قد ثبت أن هناك ارتباطا وثيقا بين الفرقتين.

يقول إحسان إلهي ظهير: "اجتمع حوله (الميرزا) أو جمع حوله أشخاصًا مثله طماعون غدرة. باعوا ضمائرهم بالجنيهات والدولارات .... هؤلاء هم الذين يمولون (يغذون) نبوة غلام أحمد القادياني، والغلام القادياني ما كان إلا مذياعًا يذيع كل ما يشيرون عليه بإذاعته عليه، ويتفوه بكل ما يريدون أن يتفوهوا به، وهذا لا نقوله دون سند أو برهان بل ننقله من المتنبئ نفسه، فها هو يطلب المعونة والعون لكتاب يريد تأليفه (فيقول وهو يخاطب جراغ علي): "وصلني كتابكم الكريم، وسررت جدًا بوصوله، ومن قبل كنت أتمنى أن أؤدي خدمة للإسلام ولكن كتابكم شجعني أكثر وأكثر ... وإن وجد عندكم بعض المقالات فأرسلوها إليّ" اهـ (١).

ويقول أيضًا: "لم يصلني مقالكم في إثبات النبوة بعد وقد انتظرت طويلًا، فلذا أكلفكم مرة أخرى أن ترسلوا مقالكم هذا عاجلًا" اهـ (٢).

ويدل على هذا الارتباط الوثيق بين الفرقتين أيضًا توافق عقائد الفرقتين، وبخاصة الفرقة القاديانية اللاهورية التي يتزعمها محمد علي اللاهوري كان يعتقد بكل ما يؤمن به سيد أحمد خان من إنكار المعجزات وإنكار عالم الغيب من الجنة والنار والجن والملائكة.


(١) مكتوب الغلام إلى الأستاذ جراغ علي المندرج في سير المصنفين نقلا عن القاديانية لإحسان إلهي ص: ٢٣٤.
(٢) المرجع السابق ص: ٢٣٤.