للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الآونة الصعبة برز في مجال الدعوة والإصلاح إمامان جليلان الشيخ النواب صديق حسن خان البهوفالي القَنّوجي (١) والشيخ نذير حسين المعروف بشيخ الكل (٢)، فلهما يد عظيمة في انتشار وتدعيم الدعوة السلفية السنية في الهند.

"ونظرا إلى ظروف الهند الخاصة وسياسة الإنجليز المعادية للمسلمين، ووقوف الطوائف المختلفة بالهند ضد الإسلام، وابتعاد كثير من المسلمين عن تعليم الدين الصحيح، قرر العلماء السلفيون، تكوين جمعية أهل الحديث المركزية، حتى يتمكنوا من مواجهة تحديات العصر، ومن نشر الدعوة الإسلامية بين أبناء البلاد على صورة


(١) صديق حسن خان (ت-١٣٠٧ هـ): هو الشيخ النواب صديق حسن خان البخاري القنوجي البهوفالي، زوج أميرة بهوفال، كان على منهج أهل الحديث في الفروع والأصول، كوّن مجلسا علميا، فكان العلماء يشتغلون بمساعدته وتحت إشرافه بتأليف الكتب، وترجمتها وبتدريس العلوم الإسلامية، والنواب صديق حسن خان نفسه قد قام بتأليف الكتب النافعة في موضوعات مختلفة يبلغ عددها ٢٢٢ كتابا، ومن أهمها قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وفتح البيان في مقاصد القرآن، وترجمان القرآن، والدين الخالص، والإكسير في أصول التفسير، وثلاثة شروح لبلوغ المرام، وعون الباري لحل أدلة البخاري، والسراج الوهاج في شرح مختصر صحيح مسلم بن الحجاج، وإتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين، والحطة في ذكر الصحاح الستة، وأبجد العلوم وغيرها (ينظر لمحة عن الحركة السلفية في الهند ص: ١٩ - ٢٠).
(٢) نذير حسين (ت-١٣٢٠ هـ): هو سيد نذير حسين الدهلوي الملقب بشيخ الكل مثل قول العرب أستاذ الجيل، قد لعب دورا هاما في نشر علم الكتاب والسنة، وقد استمر في تدريس علوم الدين وخاصة الحديث النبوي حوالي ستين سنة في مدرسته الواقعة بباب جشن خان في دهلي، وحقا كان أستاذ الجيل المسلم الذي عاصره في علوم الكتاب والسنة وهو الذي نشر مذهب أهل الحديث، ورجع بالأمة إلى التمسك بالكتاب والسنة، فيذكر أن حوالي مليونين من المسلمين الهنود قد دخلوا في جماعة السلفيين، وتابوا عن الوثنية وعبادة القبور وشد الرحال إلى الضرائح وأعمال الشرك والبدع الأخرى، وقد تخرج على يديه علماء محققون من الحجاز ومصر واليمن وبلخ وبدخشان وسمرقند ونجد وبخارى وغيرها من البلاد وقد بلغ عدد المحققين منهم ألف عالم. (ينظر لمحة عن الحركة السلفية في الهند ص: ١٦ - ١٧، وكيا إقليم هند مين إسلام كي إشاعت لغازي عزير ص: ١٦٨ - ١٧١).