للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - أنه ما من شبهة صغيرة أو كبيرة أثيرت في هذا الزمن حول القرآن والسنة، وتعليمات الأنبياء عامة إلّا وقد سبقت إثارتها أصلا وفرعا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فندها القرآن والسنة، ولقد صدق الحق فيما قال: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} (١) وقال: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} (٢) (٣).

٤ - أن جميع الطوائف المتكلمة في مقاومة الفلسفة القديمة (اليونانية) قد فشلوا، وكذلك ليس باستطاعتهم أن ينتصروا في مقاومة (الاستشراق) الفلسفة الغربية الحديثة، فكانت الطائفة المنصورة في الماضي طائفة أصحاب الحديث، أصحاب طريقة السلف، وكذلك الحال اليوم فكل من أراد أن يتغلب على التيارات الهدامة الجديدة فعليه أن يسلك مسلك أصحاب الحديث ومنهج أهل السنة وطريقة السلف (٤).

٥ - أنه ليس للأشعرية والماتريدية أن يعيبوا المتأثرين بالاستشراق لأن الأولين أئمتهم فلاسفة اليونان (٥)، والآخرين قادتهم فلاسفة الغرب، فالفكرتان من مشكاة


(١) سورة المؤمنون: ٨١، ٨٢.
(٢) سورة المؤمنون: ٢٦، ٢٧.
(٣) ينظر تذكرة لآزاد ص: ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٤) ينظر المرجع السابق ص: ٢٣٠ - ٢٣١.
(٥) ومما لا شك فيه أن في هذه العبارة مبالغة، إذ أن من الأشاعرة والماتريدية علماء أجلاء قد قاوموا الفكر اليوناني الوافد والمتمثل في فكرة الاعتزال وأبلوا في هذا المجال بلاء حسنا ولكنهم قد تأثروا به كما سيأتي في الفصول القادمة، إلّا أن الشيخ في معرض بيان قوة المنهج السني السلفي في المقاومة، فخاطب بهذه العبارة الشيخ شبلي النعماني ومن معه، ليدعوهم ويحثهم على التمسك بالمنهج السلفي في المقاومة، وذلك في سنة ١٩١١ م، وكان آزاد يجلهم ويكرمهم. (ينظر تذكرة لآزاد ص: ٢٣٢).