للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وامتزجت الماتريدية والأشعرية بالصوفية لدى عامة المسلمين الهنود قبل الاستعمار (١)، وبعد الاستعمار دخل الاستشراق وافترق المسلمون على فرق، فالذين تمسكوا بهذا المنهج الكلامي، ووقاموا بالدفاع عنه هم "الديوبندية" (٢).

يقول الشيخ خليل أحمد السهارنبوري الديوبندي: "إنا -بحمد الله- ومشايخنا رضوان الله عليهم أجمعين وجميع طائفتنا مقلدون لقدوة الأنام وذروة الإسلام الإمام الهمام الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه في الفروع.

ومتبعون للإمام الهمام أبي الحسن الأشعري والإمام الهمام أبي منصور الماتريدي رضي الله عنهما في الاعتقاد والأصول.

ومنتسبون من طرق الصوفية إلى الطريقة العلمية المنسوبة إلى السادة النقشبندية (٣)، وإلى الطريقة الزكية المنسوبة إلى السادة الجشتية (٤)، وإلى الطريقة البهية


(١) ينظر دعوة تجديد الإسلام لـ جب ص: ٤٦.
(٢) ينظر حركة الانطلاق الفكري لـ د. مقتدى الأزهري ص: ١٦٩.
(٣) فرقة صوفية منتسبة إلى خواجة بهاء الدين محمد بن محمد الأويسي، وقد انتشرت النقشبندية في العالم انتشارا واسعا، ولا سيما بلاد ما وراء النهر خراسان والترك والروم وأفغانستان والصين والهند وما ولاها. (جهود علماء الحنفية لـ د. شمس الدين الأفغاني ٢/ ٧٥٣).
(٤) هي فرقة صوفية منتسبة إلى الخواجة معين الدين الحسن بن الحسن السَّجزي الجشتي (٦٢٧ هـ) وكان أصله من سجستان، وحج إلى قبر الهجويري (٤٦٥ هـ) بلاهور، واعتكف على قبره، ثم اعتكف على قبر الزنجاني، ثم مات في أجمير، وله مشهد عظيم، وعلى قبره عمارة شامخة، وقبره وثن يعبده أهل الهند، ويحجون إليه. (جهود علماء الحنفية لـ د. شمس الدين ٢/ ١١٤١.