للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (١)

فأنفع الدعاء: طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب: إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده وعلى تكميله وتيسير أسبابه (٢).

القسم الثاني: وهو شر الأقسام:

وهم المعرضون عن عبادته والاستعانة به، فلا عبادة، ولا استعانة، فلا هو مع الشريعة الأمرية، ولا مع القدر الكوني (٣).

وهؤلاء "فريقان: أهل دنيا، وأهل دين، فأهل الدين منهم هم أهل الدين الفاسد الذين يعبدون غير الله، ويستعينون غير الله بظنهم وهواهم: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم: ٢٣].

وأهل الدنيا منهم الذين يطلبون ما يشتهونه من العاجلة بما يعتقدونه من الأسباب" (٤).

فهؤلاء أهل الدنيا يظنون أن الأسباب هي القادرة وحدها على تحصيل مسبباتها فلهذا فلا يطلبون العون من خالق الأسباب لهذا الظن الفاسد.


(١) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٨٠ رقم ١٥٢٢، والنسائي: ٣/ ٤٥، وأحمد في المسند: ٥/ ٢٤٥، ٢٤٧، وابن خزيمة في صحيحه: ١/ ٣٦٩ رقم ٧٥١، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٦/ ٣٠٤ رقم ٠٧٨٤٦
(٢) مدارج السالكين: ١/ ٧٨، وتجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص: ٣٧ وهو منقول من ابن القيم بدون الإشارة إليه، وانظر ما يتعلق بالأدعية الواردة في طلب الإعانة على مرضاة الله في الاحتجاج بالقدر لابن تيمية: ٤٥ - ٤٨.
(٣) مدارج السالكين: ١/ ٧٨، وتجريد التوحيد المفيد: ٣٨ والفتاوى: ١٠/ ٦٧٢، وكتاب التوحيد وإخلاص العمل: ١٦٩، والتدمرية: ٦٤.
(٤) كتاب التوحيد وإخلاص العمل: ١٦٩ - ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>