(١) قد روي هذا الحديث عن عُمر بن الخطاب وجابر وحذيفة وأبي سعيد وابن عمر وعمرو بن مرة مرسلًا ومالك بن الحويرث موقوفًا. أما حديث عمر فأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ص: ١٠٥ عن شيخه ضرار بن صرد وهو مختلف فيه حيث كذبه ابن معين، وقال الحافظ فيه في التقريب صدوق له أوهام وخطأ، ورمي بالتشيع. ولكنه لم يتفرد فقد تابعه يحيى بن عبد الحميد وهو الحماني وهو متكلم فيه أيضًا وقد أخرج هذه المتابعة القضاعي في مسند الشهاب: ٢/ ٣٢٦ رقم ٨٨٩، كلاهما - أعني ضرار بن صرد والحماني عن صفوان بن الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده مرفوعًا. وصفوان هذا قال فيه الحافظ: مقبول، واختلف فيه قول ابن حبان. فمثل هذا الحديث يصلح في الشواهد. وأما حديث جابر فقد أخرجه القضاعي في مسنده: ١/ ٣٤٠ رقم ٣٧٨ من طريق الضحاك بن حمرة عن أبي الزبير عنه، والضحاك قال فيه الحافظ: ضعيف "التقريب: ٢٩٦٦". وأما حديث حذيفة فأخرجه أبو نعيم في الحلية: ٧/ ٣١٣. من طريق أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد عن سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عن حذيفة به، وعبد الرحمن بن واقد قال فيه ابن عدي: حدث بالمناكير عن الثقات وسرق الحديث "الكامل: ٤/ ١٦٢٦"، وقال الحافظ صدوق يغلط "التقريب رقم ٤٠٣٦". وقال الألباني: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، فالإسناد حسن عندي لولا ما يخشى من سرقة عبد الرحمن بن واقد أو غلطه"، الضعيفة: ٤/ ٥٠٩. ويمكن أن يقال: إن عبد الرحمن بن واقد لم ينفرد به عن ابن عيينة فإن الحسين بن الحسن المروزي روى أنه سأل ابن عيينة عن معنى الحديث فأجابه بما تقدم في ص: ٧٥ وقد أخرج هذه الرواية الخطابي في شأن الدعاء ص: ٢٠٧، وابن عبد البر في التمهيد: ٦/ ٤٤، والحسين المروزي صدوق كما في التقريب رقم ١٣١٥. =