للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى (١) تدور حول التعريفات السابقة. وكل هذه التعريفات خاصة بأحد نوعي الدعاء، وهو دعاء المسألة ولا تشمل دعاء العبادة، ولكن يمكن أن تشمله بطريق التلازم، وذلك بأن يقال: إن المراد من دعاء العبادة هو طلب الثواب والخوف من العقاب فهو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة كما يأتي بيان ذلك عند ذكر تلازم نوعي الدعاء.

ولعل التعريف الشامل أن يقال: "الرغبة إلى الله تعالى والتوجه إليه، في تحقيق المطلوب، أو دفع المكروه، والابتهال إليه في ذلك إمَّا بالسؤال، أو بالخضوع والتذلل، والرجاء والخوف والطمع".

فقولنا بالسؤال يراد به دعاء المسألة وقولنا: أو بالخضوع .. إلخ يراد به دعاء العبادة فشمل التعريف نوعي الدعاء، فصار جامعًا مانعًا. وسيأتي مزيد بيان لهذين النوعين من الدعاء في مبحث أنواع الدعاء إن شاء الله تعالى.

وأما المناسبة بين المعنى اللغوي والشرعي فواضحة إذ الدعاء في اللغة كما تقدم يطلق على الطلب والعبادة والرغبة فهذه المعاني موجودة


(١) من ذلك تعريف مرتضى الزبيدي حيث قال: "وأما حقيقته اصطلاحًا فمعنى قائم بالنفس وهو نوع من أنواع الكلام النفسي، وله صيغ تخصه في الإيجاب افعل، وفي النفي لا تفعل، إتحاف السادة: ٥/ ٢٧، فهذا التعريف ينحى منحى الأشاعرة في الكلام النفسي والمآخذ عليه مذكورة في بحث كلام الله تعالى. انظر مختصر الصواعق: ٢/ ٢٩١ - ٢٩٨.
ومن ذلك تعريف الدكتور محمد سيد طنطاوي المصري في كتابه الدعاء ص: ١٣ بقوله: "الابتهال إلى الله تعالى بالسؤال، والرغبة فيما عنده من الخير، والتضرع إليه في تحقيق المطلوب، وإدراك المأمول"، وهو مأخوذ مما تقدم في المعنى اللغوي الثالث وهو تعريف ناقص لعدم تضمنه ما كان لدفع المرهوب.
ومن ذلك أيضًا تعريف الدكتور محمد صالح علي مصطفى في كتابه أصول التوحيد في القرآن الكريم ص: ٥٠ حيث قال: "والمراد منه السؤال من الله خفية وعلانية، والطلب منه بتضرع وخضوع مع رجاء الإجابة" وهو خاص أيضًا بدعاء المسألة.

<<  <  ج: ص:  >  >>