للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء: ١/ ٢٠٣.

وقد حوى في داخل هذه الأبواب أنواعًا من المبالغات التي لا يمكن أن يصدقه العقل فمن ذلك ما رواه بسنده إلى أبي عبد الله أنه كان مع جماعة من الشيعة في الحجر فقال: ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله وراثة" (١).

وروى أيضًا أن الروح المذكور في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ أنه خلق من خلق الله أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده (٢).

هذا ويكفينا من هذا كله مما يختص بموضوعنا - مسألة دعاء غير الله تعالى - ما أخرجه الكليني بسنده عن جعفر الصادق في قول الله تعالى: والله الأسماء الحسنى فادعوه بها نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد إلا بمعرفتنا (٣).

وأخرج أيضًا بإسناده إلى أبي الحسن - علي الرضا - في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ قال: نحن الأوصياء (٤).


(١) الكافي: ١٢/ ٢٠٤، ونحوه في بصائر الدرجات الكبرى: ١٤٩.
(٢) الكافي: ١/ ٢١٤، ونحوه في بصائر الدرجات: ٤٧٥.
(٣) الكافي: ١/ ١١١، ويشبه هذا ما نقل عن التيجاني الكذاب أنه قال: "نهاني رسول الله عن التوجه بالأسماء الحسنى وأمرني بالتوجه بصلاة الفاتح" اهـ. انظر الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية ص: ٣٠ نقلًا عن الإفادة الأحمدية ص: ٥٧.
(٤) الكافي: ١/ ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>