للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالمًا ولا متعلمًا ولا أميرًا ولا وزيرًا ولا ملكًا … " (١).

فقد صرح الشوكاني بأن صرف الدعاء لغير الله تعالى شرك لكون الدعاء عبادة كما صرح بأن التقرب إلى غير الله بما يتقرب به إلى الله شرك وأن هذا هو عين ما يفعله مشرك الجاهلية وأن قصد القبور لطلب قضاء الحوائج منكر شنيع وكفر فظيع.

ومنهم الإمام محمد صديق خان (٢) فقد قال: "فمن استغاث بغيره - أي الله - في الشدائد ودعا غيره فيها فقد كفر" (٣).

وقال أيضًا: "والألوهية التي تسميها العامة في زماننا الولاية، والسر، وسر السر، ويسمون أهلها الفقراء والمشايخ … ويظنون أن الله جعل لخواص الخلق منزلة يرضى أن العامي يلتجئ إليهم ويرجوهم، ويخافهم، ويستغيث بهم ويستعين منهم، في قضاء حوائجه، … هي الشرك الجلي الذي لا يغفره الله تعالى أبدًا" (٤).

وقال أيضًا: "فالدعاء هو التوحيد، فمن دعا غير الله فقد أشرك، ودعاء غيره سبحانه شرك لا شك فيه" (٥).

أقوال أئمة الدعوة في ذلك:

أما أقوال أئمة الدعوة في ذلك فبحر لا ساحل له لأن الخصومة (٦)


(١) نيل الأوطار: ٤/ ٩٥، وله كلام نحو هذا في البدر الطالع: ٢/ ٦.
(٢) هو أبو الطيب صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري محدث مفسر فقيه له جهود في نشر العقيدة السلفية والسنة النبوية، (ت ١٣٠٧ هـ)، انظر ترجمته في مقدمة شيخنا عاصم بن عبد الله القريوتي لكتابه قطف الثمر.
(٣) الدين الخالص: ١/ ١٨٣.
(٤) المرجع نفسه: ١/ ١٨٢.
(٥) المرجع نفسه: ١/ ٢٢٢.
(٦) مصباح الظلام: ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>