للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مالك أيضاً: "ذلك لأن هذا هو المنقول عن ابن عمر أنه كان يقول: "السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت أو يا أبتاه" ثم ينصرف، ولا يقف يدعو (١) فرأى مالك ذلك من البدع" (٢).

وقال مالك أيضاً: "لا بأس لمن قدم من سفر أن يقف على قبر النبي فيصلي عليه ويدعو له، ولأبي بكر وعمر، فقيل له: فإن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه، يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة والمرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون، ويدعون ساعة؟ فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا، وتركه واسع، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ويكره إلَّا لمن جاء من سفر أو أراده" (٣) فإذا كان هذا في حق خير خلق الله وأكرمهم على الله وسيد ولد آدم (٤) فكيف يكون رأي الإمام مالك في قبر غيره؟.

فكلام الإمام مالك هذا يدل على أنه يرى الدعاء عند القبر بدعة (٥).

ولا شك في أن ذلك بدعة وضلالة ومخالف للسنة (٦).


(١) أخرجه مالك في الموطأ: ١/ ١٦٦ رقم ٦٨، والقاضي إسماعيل ص: ٨١ رقم ٩٨ - ١٠١ وهو صحيح عن ابن عمر، انظر تعليق الألباني على فضل الصلاة ص: ٨١.
(٢) الرد على الأخنائي نقلاً عن المبسوط: ١٠٤، والصارم: ١٢٥.
(٣) رواه في المبسوط ونقله عنه في الشفاء: ٢/ ٦٧٦، وانظر الرد على الأخنائي ص: ٤٦، والصارم المنكي ص: ١١٥، والاقتضاء: ٣٦٦، ٣٦٧، والمنتقى للباجي: ١/ ٢٩٦.
(٤) منهاج السنة: ٢/ ٤٤٤.
(٥) الفتاوي: ٢٧/ ١١٠، والرد على البكري: ٢٦.
(٦) الفتاوي: ٢٧/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>