للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله لو قد جاء النبي الذي بشر به موسى وعيسى -أحمد- لكان لنا عليكم" (١).

وقال مجاهد: "يستفتحون بمحمد تقول: إنه يخرج" (٢).

وهناك رواية أخرى من طريق معمر عن قتادة قال: "كانوا يقولون إنه سيأتي نبي" (٣)، وبهذه الطرق اتضح جلياً أن الرواية المعروفة المحفوظة عن ابن عباس هي رواية ابن إسحاق وقد أيدته هذه الروايات الكثيرة المستفيضة، وبهذا يعلم نكارة رواية عبد الملك بن هارون لمخالفتها لهذه الروايات المعروفة مع ما في عبد الملك من تهمة الوضع وبهذا نصل إلى بطلان ما احتجوا به سنداً.

وأما ناحية المتن فنقول وبالله التوفيق:

إن هذا الأثر منقوض من جهة المعنى بعدة أوجه:

١ - إن هذا الأثر يدل على أن الآية نزلت في يهود خيبر الذين يقاتلون غطفان، وهذا يخالف ما اتفق عليه أهل التفسير والسير من أن الآية نزلت في يهود المدينة وهم بنو قينقاع وقريظة والنضير، وهم الذين كانوا يخبرون الأوس والخزرج بقرب بعثة نبي جديد، وهذه المخالفة تدل على كذب هذه الرواية.

قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر هذه المخالفة: "فكيف يقال نزلت في يهود خيبر وغطفان؟ فإن هذا من كذاب جاهل لم يحسن كيف يكذب" (٤).


(١) أخرجه ابن جرير: ١/ ٤١٢.
(٢) أخرجه ابن جرير: ١/ ٤١٢.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم: ١/ ٢٧٥ رقم ٩١٠ وعزاه إليه شيخ الإسلام في قاعدة التوسل: ١١٤.
(٤) قاعدة في التوسل: ١١٥، أو الفتاوى: ١/ ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>