للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك حديث ابن عباس قال: كان النبي يدعو عند الكرب يقول: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم" (١).

وحديث سعد بن أبي وقاص رفعه: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له" (٢).

وقد أجاب عدة علماء عما يبدو في الظاهر من إشكال في إطلاق الدعاء على الذكر والثناء في هذه الأحاديث السابقة، ومن العلماء الذين أجابوا عن ذلك:

أ - سفيان بن عيينة، فقد سئل عن دعاء يوم عرفة فقال: إنما هو ذكر، وليس فيه دعاء، ثم قال: أما علمت قول الله ﷿ حيث يقول: إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (٣).


= أقف في موسى على تجريح ولا تعديل إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: يخطئ وهذا عجيب منه لأن موسى مقل، فإذا كان يخطئ مع قلة روايته فكيف يوثق ويصحح حديثه؟، فلعل من صححه أو حسنه تسمح لكون الحديث من فضائل الأعمال"، نتائج الأفكار: ١/ ٥٩ وعنه في إتحاف السادة للزبيدي: ٥/ ٥٢، وقد حسن الحديث الألباني في الصحيحة: ٣/ ٤٨٤، وصحيح ابن ماجه: ٢/ ٣١٩.
(١) أخرجه البخاري انظر الفتح: ١١/ ١٤٥ رقم ٦٣٤٥، ٦٣٤٦، ومسلم: ٤/ ٢٠٩٢ رقم ٢٧٣٠.
(٢) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٢٩ رقم ٣٥٠٥، وأحمد في المسند: ١/ ١٧٠، والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم ٦٥٦، والحاكم في المستدرك: ١/ ٥٠٥ و ٢/ ٣٨٣ وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسنه الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات الربانية: ٤/ ١١، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٣/ ١٤٥ رقم ٣٣٧٨، وتخريج الكلم الطيب رقم ١٢٢ ص ٧٤.
(٣) قد روي هذا الحديث من طريق عمر بن الخطاب وجابر وحذيفة وأبي سعيد وابن عمر وروي مرسلًا عن عمرو بن مرة كما روى عن مالك بن الحويرث موقوفًا. وسيأتي تخريج هذه الطرق في ص ٣٨٥ إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>