للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاله قتادة وأبو وائل وعطاء ومجاهد والحسن وعبدالله بن كثير (١)، وقاله حذيفة أيضًا (٢) ويرجع إلى هذا المعنى تفسير (٣) عبد الرحمن بن زيد الوسيلة بالمحبة، أي تحببوا إلى الله أي تقربوا إلى الله بطلب رضاه ومحبته، وكذلك تفسير السدي (٤) بالمسألة والقربة لأن المعنى اطلبوا منه المسألة والقربة ولا تسألوا غيره.

وكذلك ما روي عن ابن عباس (٥) أنه فسرها بالحاجة، أي اطلبوا منه الحاجة ولا تطلبوا من غيره، قال الألوسي: "وكأن المعنى حينئذ اطلبوا متوجهين إليه حاجتكم فإن بيده عز شأنه مقاليد السموات والأرض، ولا تطلبوها متوجهين إلى غيره فتكونوا كضعيف عاذ بقرملة" (٦).

فكل هذه المعاني في إخلاص الطاعة لله وإفراده بالمحبة والسؤال والحاجة وليس فيها ما يدل على طلب الحاجة من الله بواسطة الذوات، ثم إن هذه المعاني متقاربة فلذا قال ابن كثير بعد أن حكى تفسيرها بالقربة: "وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه (٧).


(١) أخرج ذلك الطبري بأسانيده عنهم: ٦/ ٢٢٦، كما أخرجه عن قتادة، عبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور: ٢/ ٢٨٠.
(٢) أخرجه الحاكم: ٢/ ٧٨، وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) و (٤) أخرجهما الطبري بإسناده إليهما: ٦/ ٢٢٧.
(٥) رواه ابن الأنباري في الوقف والطبراني في الكبير في سؤال نافع بن الأزرق لابن عباس وفيه: "أخبرني عن قوله تعالى وابتغوا إليه الوسيلة، قال: الوسيلة الحاجة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟، قال: نعم أما سمعت عنترة وهو يقول:
إن الرجال لهم إليك وسيلة … أن يأخذوك تكحلي وتخضبي
انظر الاتقان: ١/ ١٥٨، والمنار: ٦/ ٣٠٥، ومسائل نافع تحقيق محمد عبد الباقي: ٢٩٠.
(٦) روح المعاني: ٦/ ١٢٤ وقوله: كضعيف عاذ بقرملة: القرملة واحدة القرمل وهو نبات أو شجر صغار ضعاف لا شوك له، وهو مثل يقال لمن يستعين بمن لا دفع له، وبأذل منه. اهـ. اللسان مادة قرمل: ٦/ ٣٦٠٧.
(٧) تفسير ابن كثير: ٢/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>