للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثم إن بيان الجواز يكفي فيه المرة الواحدة وقد تكرر من عمر هذا كما تدل عليه كلمة "كان".

٣ - ثم إن هذا العدول ليس من عمر فقط بل فعله معاوية أيضاً حيث استسقى بيزيد بن الأسود، فقد روي عن سليم بن عامر الخبائري.

"أن السماء، قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية: "اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم.

فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم" (١).

وقد صحح إسناد هذا الأثر الحافظ في التلخيص والإصابة (٢)، وكذلك فعل الضحاك بن قيس استسقى بيزيد بن الأسود (٣)، فلا يمكن أن يقال: إن معاوية والضحاك فعلا أيضاً لبيان الجواز، فاجتماع هؤلاء الثلاثة إلى العدول عن النبي وعدم إنكار أحد من الصحابة عليهم يدل على أن العدول هو المشروع.

وهناك رواية أخرى في استسقاء معاوية بأبي مسلم الخولاني (٤).


(١) أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ: ٢/ ٣٨٠ - ٣٨١، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١/ ٦٠٢ رقم ١٧٠٣، وابن سعد في الطبقات: ٧/ ٤٤٤. وذكره الذهبي في السير: ٤/ ١٣٧، ونسبه الحافظ في التلخيص إلى اللالكائي وغيره.
(٢) انظر: تلخيص الحبير: ٢/ ١٠١، والإصابة: ٦/ ٦٩٨.
(٣) المعرفة والتاريخ: ٢/ ٣٨١، وأبو زرعة: ١/ ٦٠٢ رقم ١٧٠٤، وذكر في الإرواء: ٣/ ١٤٠، أن رجاله ثقات لكنه منقطع.
(٤) أخرجها أحمد في الزهد: ٣٩٢، قال الألباني: وسنده منقطع "الإرواء: ٣/ ١٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>