للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من (١) أجاب عن عدول عمر إلى العباس بأن ذلك - مبالغة من عمر في التوسل برسول الله ما استطاع وذلك لقرابته من رسول الله ، فيقال في جوابه:

إن هذا يمكن أن يكون سبباً في تخصيص العباس دون غيره من الصحابة ولا يكون سبباً للعدول (٢).

ثم يعترض عليه بأن التعليل بالقرابة لا يمكن في صنيع معاوية والضحاك فليست العلة مطردة. وكذلك إجابة (٣) من أجاب بأن ذلك للاقتداء بالنبي في إكرام العباس وإجلاله، واحتج بما روي من طريق داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال:

"استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فخطب عمر فقال: إن رسول الله كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد، فاقتدوا أيها الناس برسول الله واتخذوه وسيلة إلى الله … " (٤).

وهذه الرواية فيها عدة علل (٥) وعلى فرض ثبوتها فإنما تدل على سبب التخصيص فقط، ولا تدل على سبب العدول المتنازع عليه.

كما أن هذا يعترض عليه بقصة معاوية والضحاك -فلا يمكن أن


(١) ممن أجاب بهذا السمنودي في سعادة الدارين: ١٧٥، والغماري في الرد: ١٦٣، والعزامي في البراهين: ٤٣٤، وعنه انتحل صاحب المفاهيم: ٧٠، ومنهم أيضاً الكوثري في محق التقول: ٣٨٨، والهرري في الصراط المستقيم: ٥٥.
(٢) التوسل أنواعه: ٧٢.
(٣) منهم الغماري في الإتحاف: ١٦، والرد المحكم: ١٦٢.
(٤) تقدم تخريجه ص: ٧٢٥.
(٥) انظر الكلام عليها في التوسل أنواعه: ٧١ - ٧٢.
قال الألباني ما حاصله:
١ - داود ضعيف، والذهبي قال: داود متروك.
٢ - ساعدة بن عبيد الله المزني لم أجد له ترجمة.
٣ - الاضطراب في السند مرة عن زيد عن أبيه من طريق هشام بن سعد، ومرة عنه عن ابن عمر وهشام أقوى من داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>