للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال فيه: إن ذلك للقرابة أو للاقتداء بالنبي .

ثم إن قول عمر في هذه الرواية على فرض صحتها -وأنَّى لها الصحة؟ -: "واتخذوه وسيلة إلى الله" أي اجعلوه يدعو لكم، وليس معناه: اذكروا اسمه فقط، فلا حجة فيه كما ادعاه بعضهم (١).

وأما من (٢) أجاب بأن عمر إنما عدل إلى العباس خوفاً على ضعفاء المسلمين وعوامهم.

١ - فيقال: هذا الظن لا دليل عليه لأن الاطلاع على مقاصد عمر من الغيب، ولم يرد في لفظ الحديث ما يدل عليه.

٢ - ثم هل يقال مثل هذا في معاوية والضحاك، هل العلة في الكل الخوف؟

٣ - ثم لو سلم ذلك فيقال إذا كان الخليفة الملهم يخاف على الذين في القرن الأول المفضل مع قوة نور النبوة، فكيف لا يخاف على الخلوف الذين بعدوا عن نور النبوة وعادوا إلى الجاهلية الأولى؟

فلا بد من القول إما بأن المتأخرين أعلم منهم وأفقه .. إلخ، فلا يخاف عليهم، وإما بأن الخوف في المتأخرين أشد وأنهم أولى بأن يبتعدوا عما يزلزل إيمانهم بالله تعالى من ذرائع الشرك ووسائله، ومن تلك الذرائع التوسل بالذوات الذي باسمه أجاز من أجاز الاستغاثة بغير الله تعالى.

وأما قول الكوثري: إن قول عمر: كنا نتوسل إليك بنبينا غير خاص بعهده ، بل يشمله وما بعده إلى عام الرمادة والتقييد تقييد بدون مقيد (٣).


(١) انظر ما ادعاه الكوثري في المقالات: ٣٨٦.
(٢) قد أجاب بهذا دحلان في الخلاصة: ٢٤٤، والدرر: ١٣، ويوسف الدجوي كما في كتاب التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين: ٢٧٢، والسمنودي في سعادة الدارين: ١٧٥.
(٣) محق التقول: ضمن المقالات: ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>