للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما اعترف بهذه الحقيقة (١) كثير من أهل هذا العصر نكتفي منهم بما ذكره محمد عبد الله دراز، من أن المتدينين مهما بلغوا في الخرافة أي مبلغ لا بد أن يعترفوا بالإله الأعظم، وأما الأصنام والأوثان فيزعمون أنها مهبط لقوة غيبية. . . إلخ (٢).

ولا حاجة إلى إطالة البيان لهذا الواضح البين لولا زعم من يقول (٣): "إن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣] ".

ثم احتج هذا القائل بشبهة وهي:

١ - أن الله سبحانه قد نهى المسلمين من سب أصنامهم بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: ١٠٨].


= نفرت له الإبل فسب الصنم الذي يريد أن يعبده المسمى بسعد فأنشد:
وَهَلْ سَعْدٌ إِلا صَخْرَةٌ بِتَنُوْفَةٍ. . . من الأرضِ لا يُدْعَى لِغَيٍّ ولا رُشْدِ
أنظر الأصنام ص: ٣٧ كما ذكر هذه الحكاية ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام: ١/ ٨١، وإغاثة اللهفان: ٢/ ١٥٩، ومنهم الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٩٧ - ٩٩، ومنهم الأمير الصنعاني في تطهير الاعتقاد: ٨ - ١٠، والشوكاني في الدر النضيد ١٧، ومحمد صديق حسن خان في الدين الخالص: ١/ ٢٠٩، والسويدي في العقد الثمين: ٦١ وما بعدها والألوسي في روح المعاني: ١٥/ ١١٥، والمعلمي في القائد ص: ١٠٣ فقال: أما مشركو العرب فإنهم قلدوا غيرهم من الأمم في الشرك العملي فقط.
(١) انظر ما قاله المودودي في المصطلحات الأربعة ص: ١٩، وعبد الحليم محمود في أبو الحسن الشاذلي: ٩٠ - ٩١، وأحمد صبحي منصور في السيد البدوي: ٢١٨، ٢١٩ - ٢٢٠، والشيخ زكريا علي يوسف في الإيمان وآثاره: ٨٩ - ٩٠، وانظر كلام المستشرق/ دوزي في كتاب ابن تيمية والتصوف لمصطفى حلمي: ٧٩
(٢) الدين لمحمد عبد الله دراز: ٤٢ - ٤٣.
(٣) وهو العلوي المالكي في مفاهيمه ص: ٢٦ - ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>