للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ لأن كشف الضر أو تحويله هو إجابة الدعاء.

ويدل السياق في الآية الثالثة مع المثل المضروب وكلمة لا يستجيبون على أن المراد بالدعاء دعاء المسألة.

وقد ذكرنا فيما تقدم (١) أمثلة أخرى مع نقل كلام العلماء في ذلك.

٢ - إن أكثر استعمال الدعاء في الكتاب والسنة واللغة ولسان العرب ومن بعدهم من العلماء في السؤال والطلب كما قال العلماء من أهل اللغة وغيرهم (٢).

وقد تقدم (٣) بيان ذلك في تعريف الدعاء ولله الحمد.

ومن الأدلة على أن الاستعمال الأكثر للدعاء إنما هو في السؤال والطلب صنيع المؤلفين من المحدثين وغيرهم، حيث يعقدون في كتبهم بباب الدعوات أو كتاب الدعوات أو مثل هذه العبارة ثم يوردون ما يتعلق بدعاء المسألة فقط (٤).

وأغلبهم لا يتعرضون لدعاء العبادة في تلك الكتب والأبواب.

ومثل هؤلاء آخرون الذين أفردوا كتبًا خاصة بالدعاء وهي كتب كثيرة للمتقدمين (٥) والمتأخرين لم يذكروا في تلك الكتب إلا مما يتعلق بدعاء المسألة.

فهذا يدل على أن الاستعمال الغالب لكلمة الدعاء في لسان المصنفين من العلماء -إنما هو في دعاء المسألة-.


(١) تقدم ص: ١١٨.
(٢) فتح المجيد ص: ١٨٠.
(٣) مر في ص: ٢٧.
(٤) انظر القول الفصل النفيس: ٤٧.
(٥) قد ذكرت في ص: ١٦٣ أنها وصلت بعد التتبع حسب الاستطاعة نحو ٦٠ مؤلفًا إلى القرن السادس وأما بعد ذلك فكثيرة جدًا فيصعب حصرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>