للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستغاثة والحلف والنذر وغير ذلك" (١).

٤ - وأما ادعاء (٢) أن هذا الطلب والسؤال الذي يصرف لغير الله ليس بدعاء بل هو نداء فالآيات إنما وردت في التحذير من الدعاء، وأما النداء للغائب فجائز.

فهذا الادعاء غير صحيح لأمور (٣).

أ - إن الله قد سمي النداء دعاء في كثير من الآيات منها ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (٣) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤)[مريم: ٢ - ٤].

سمي الله النداء دعاء في هذه الآية لأن مدلولهما واحد من باب الترادف على معنى واحد (٤)، وقال تعالى: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً﴾ [البقرة: ١٧١]. فعطف النداء على الدعاء عطف مرادف. وقال تعالى: ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ [الأنبياء: ٧٦] وسمي ذلك دعاء في آية أخرى فقال: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠)[القمر: ١٠].

ب - ثم يقال: وأي فرق بين ما إذا سأل العبد ربه حاجة وبين ما إذا طلبها من غيره ميت أو غائب بأن الأول يسمى دعاء والثاني نداء؟ (٥).

ولا فرق بين الأمرين لا في اللغة ولا في الشرع.

ج - ثم يقال أيضاً: وأي فرق بين سؤال الميت حاجة وبين سؤالها


(١) تطهير الاعتقاد للصنعاني ص: ٣٤.
(٢) يراجع خلاصة الكلام: ٢٥٧.
(٣) القول الفصل: ٢٩، والانتصار لحزب الله ص: ٢٥، وتأسيس التقديس لأبا بطين ص: ٥٠.
(٤) القول الفصل: ٢٩، والانتصار لحزب الله ص: ٢٥.
(٥) الانتصار لحزب الله ص: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>