للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبت الله البقل وشفى الله المريض وكسا خدم الخليفة الكعبة … وإنما قلت: ما عند المتكلم من الحكم فيه، دون أن أقول ما في العقل من الحكم فيه، ليتناول كلام الدهري إذا قال: أنبت الربيع البقل رائياً إنبات البقل من الربيع، وكلام الجاهل إذا قال: شفى الطبيب المريض رائياً شفاء المريض من الطبيب، حيث عُدَّا منهما حقيقتين مع كونهما غير مفيدين لما في العقل من الحكم فيهما" (١).

وبعد هذا العرض للتعريف نبدأ في مناقشة الشبهة والجواب عنها بحول الله تعالى وقوته.

ويكون الجواب على طريقتين إحداهما: طريقة من ينفي وجود المجاز في اللغة، وثانيتهما: طريقة من يثبت وجود المجاز في اللغة.

الجواب على طريقة من ينفي المجاز:

اختلف العلماء في وجود المجاز في اللغة وعدمه، وهذا الخلاف جار (٢) في المجاز العقلي:

١ - فقال قوم: لا يوجد المجاز في اللغة أصلاً.

٢ - وقال آخرون: لا يوجد في القرآن الكريم، ويوجد في اللغة.

٣ - وقالت فرقة ثالثة: بوجوده في القرآن وفي اللغة.

وممن قال بالقول الأول: أبو إسحاق (٣) الإسفراييني وأبو علي (٤) الفارسي.


(١) مفتاح العلوم: ٣٩٩.
(٢) نَصَّ على جريانه في المجاز العقلي البناني في حاشيته على جمع الجوامع: ١/ ٣٠٨.
(٣) هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصولي المتكلم الشافعي أحد الأعلام، وصاحب التصانيف، جمع أشتات العلوم (ت ٤١٨ هـ)، العبر: ٢/ ٢٣٤، وطبقات الشافعية: ٤/ ٢٥٦.
(٤) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد واحد زمانه في علم العربية كان عدم المثل. وكان متهماً بالاعتزال، وفضله بعضهم على المبرد (ت ٣٧٧ هـ)، بغية الوعاة: ١/ ٤٩٦، والعبر: ٢/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>