للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ونصطبح) نفتعل من الصبوح، بفتح الصاد، وهو شرب اللبن أول النهار، ثم استعمل الغبوق والصبوح في الأكل للغداء والعشاء.

وروى الإمام أحمد عن أبي واقد الليثي قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنا بأرض تصيبنا مخمصة، فما يحل لنا من الميتة؟ قال: "إذا لم تصطبحوا وتغتبقوا ولم تحتفئوا بها بقلًا فشأنكم بها" (١)، فالاصطباح هاهنا أكل الصبوح، وهو الغداء، والغبوق أكل العشاء، وتحتفئوا بفتح المثناتين فوق بينهما حاء مهملة وبعدهما فاء مكسورة ثم همزة مضمومة من الحفاء، وهو البردي، وضعفه بعضهم بأن البردي ليس من البقول، فإن البردي الوارد في حديث: أمر أن يؤخذ البردي في الصدقة. هو بضم الموحدة، نوع من جيد التمر، وقال أبو عبيد (٢): تحتفئوا بالهمز من الحفاء، مهموز مقصور، وهو أصل البردي الأبيض الرطب، وقد يؤكل. يقول: ما لم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه لبينة.

قال أبو عبيد: معنى الحديث أنه ليس لكم أن تصطبحوا أو تغتبقوا وتجمعوهما من الميتة (٣).

قال الأزهري: قد أنكر هذا على أبي عبيد، وفسر أنه أراد إذا لم تجدوا لبينة تصطبحونها أو شرابًا تغتبقونه ولم تجدوا بعد عدم الصبوح والغبوق بقلة تأكلونها حلت لكم الميتة. قال: وهذا هو الصحيح (٤).


(١) "مسند أحمد" ٥/ ٢١٨. ورواه أيضًا الدارمي ٢/ ١٢٦٩ (٢٠٣٩)، والبيهقي ٩/ ٣٥٦. وصححه الحاكم ٤/ ١٢٥.
(٢) "غريب الحديث" ١/ ٦٠.
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٦١.
(٤) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>