للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأوصابية ويقال: الوصابية. ووصاب بطن من حمير (١).

(عن) زوجها (أبي الدرداء) عويمر بن عامر من بني الحارث بن الخزرج، كان حكيم الأمة (قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن اللَّه تعالى أنزل الداء والدواء) أي: ما أصاب أحدًا بداء إلا قدر له دواء، والمراد بإنزاله إنزال الملائكة الموكلين بمباشرة مخلوقات الأرض من الداء والدواء (وجعل) أي: خلق اللَّه تعالى (لكل داء دواءً) أي: شفاء يشفي من الداء بقدرة اللَّه تعالى، فحكمة الأسباب بالمسببات لا يعلمه حقيقة إلا اللَّه تعالى، وما أحسن قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما خرجه الترمذي عن أبي خزامة بن يعمر قال: سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلت: يا رسول اللَّه أرأيت رقًى نسترقيها ودواء نتداوى به، هل يرد من قدر اللَّه تعالى شيئًا؟ قال: "هي من قدر اللَّه تعالى". وقال: هذا حديث حسن صحيح (٢). وكفى بهذا بيانًا، لكن للبصراء لا للعميان.

(فتداووا) أمر بالدواء من أصابه مرض، وأما من ليس به مرض فلا يستعمل الدواء؛ لأن الدواء إذا لم يجد في البدن داءً يحلله، أو وجد داءً لا يوافقه، أو وجد ما يوافقه ولكن زادت كميته عليه تشبث بالصحة وعبث بها في الإفساد، فالتحقيق أن الأدوية من جنس الأغذية، فمن غالب أغذيتهم مفردات كأهل البوادي، فأمراضهم قليلة جدًّا وطبهم بالمفردات، ومن غالب أغذيتهم المركبة كأهل المدن يحتاجون إلى الأدوية المركبة، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة،


(١) انظر: "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٣٥٢ (٧٩٧٤)، "تاريخ دمشق" ٧٠/ ١٤٦ (٩٤٤٠).
(٢) "سنن الترمذي" (٢٠٦٥)، (٢١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>