للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصاري، شهد الخندق (١) وما بعدها، ثم انتقل إلى الشام، فسكن دمشق (٢)، وبنى بها دارًا، وكان قاضيها لمعاوية، وقبره بها معروف، وكان معاوية استقضاه في خروجه إلى صفين، وذلك أن أبا الدرداء لما حضرته الوفاة قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ فقال فضالة (٣). (وهو بمصر فقدم عليه، فقال: أما إني: لم آتك زائرًا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثًا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) و (رجوت أن يكون عندك منه علم) فيه: الرحلة في طلب العلم وتحقيق ما أشكل من سماعه ممن عنده منه علم، وفي معناه الرحلة لقراءة الحديث على المشايخ وتصحيحه عليهم وضبطه منهم إذا وجدوا، وهذا من إحياء السنة النبوية، "ومن أحيا سُنة قد أميتت فله من الأجر مثل أجور من عمل بها". رواه الترمذي وابن ماجه (٤).

(قال: وما هو؟ ) الحديث (قال: كذا وكذا قال) الرجل للصحابي (فما لي أراك شعِثا) بكسر العين أي: متفرق الشعر، ومنه حديث عمر أنه كان يغتسل وهو محرم وقال: إن الماء لا يزيده إلا شعثا (٥). أي: تفرقًا، فلا


(١) كذا قال، والصواب: شهد أحدًا وما بعدها: انظر ترجمته في "أسد الغابة" ٤/ ٣٦٣، "الإصابة" ٨/ ٥٤٨.
(٢) في جميع النسخ: دمشقًا. والصواب ما أثبتناه.
(٣) انظر: "الاستيعاب" ٣/ ٣٢٧.
(٤) "سنن الترمذي" (٢٦٧٧)، "سنن ابن ماجه" (٢٠٩، ٢١٠).
(٥) رواه مالك في "الموطأ" ١/ ٣٢٣، ومسدد كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري، وقال: رجاله ثقات.
وصححه الألباني في "الإرواء" (١٠٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>