للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتخفيف اللام، جمع عائل، وهو الفقير (١)، والعيلة الفقر، وهذِه الأوصاف هي الغالبة على أهل البادية.

ومقصود الحديث الإخبار عن تبدل الحال وتغيره كما سيأتي (رعاء) بكسر الراء وبالمد جمع راع، ويقال فيهم: رعاة، بضم الراء، وزيادة الهاء بلا مد (الشاء) جمع شاة، وهو من الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء، كشجر جمع شجرة، وإنما خص رعاء الشاء بالذكر؛ لأنهم أهل البادية كما تقدم، والمراد أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهوا، و (يتطاولون في) ارتفاع (البنيان) وحسن نقشه وتنميقه وتزيينه (٢).

ومقصود الحديث أن أضعف أهل البادية وهم رعاة الشاة ينقلب بهم الحال إلى أن يصيروا ملوكًا مع ضعفهم.

ويؤيد هذا حديث: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع" (٣) وقد شوهد هذا عيانًا وصدق إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه دليل على كراهية ما لا تدعو الحاجة إليه من تطويل البناء وتشييده، وفي الحديث: "يوجر ابن آدم في كل شيء إلا ما يضعه في هذا التراب" (٤).

(ثم انطلق، فلبثت) كذا في الأصول بزيادة تاء المتكلم. وفي مسلم:


(١) في (م): الصغير.
(٢) كلمة غير واضحة في الأصول، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٣) رواه الترمذي (٢٢٠٩)، وأحمد ٥/ ٣٨٩، ونعيم بن حماد في "الفتن" ١/ ٢٠٣ (٥٥٤)، وابن بشران في "الأمالي" (٢٨٣)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" ٤/ ٨٠٢ (٤٠٧) من حديث حذيفة.
(٤) رواه البخاري (٥٦٧٢)، ومسلم (٢٦٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>