للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أولاد إبراهيم إسماعيل عليه السلام، تكلم بها وهو ابن عشر سنين.

(وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ ! ) مستقبلين وجهك بالسجود، فإن السجود لا يكون إلا للَّه تعالى، وإنما أمروا بالسجود له معاقبة لهم على قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} (١).

(قال: نعم. قال: فما حملك على أن أخرجتنا و) أخرجت (نفسك من الجنة؟ ) أي: كنت السبب في إخراجنا وإخراجك من الجنة التي هي دار النعيم المقيم.

(فقال له آدم: ومن) هو (أنت؟ قال: أنا موسى) بن عمران (قال: أنت نبي بني إسرائيل) وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، سمي بذلك لأنه أسرى ذات ليلة حين هاجر إلى اللَّه، فمعنى إسرائيل: سر إلى اللَّه (الذي كلمك اللَّه تعالى من وراء حجاب) يريد أنه كلمه بكلام يسمعه من حيث لا يراه كما يرى سائر المتكلمين وليس ثم حجاب يفصل موضعًا من موضع، فيدل ذلك على تحديد المحجوب، فهو بمنزلة ما يسمع من وراء حجاب حيث لم ير المتكلم.

و(لم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ ) أي: لم يكلمك برسالة ملك من الملائكة بينك وبينه (٢) كما في غيرك (قال: نعم. قال: أفما وجدت) هذا استفهام تقرير (أن ذلك) الذي ذكرته (كان) مقدرًا علي (في كتاب اللَّه) يعني: التوراة (قبل أن أخلق؟ ! ) وكان موسى قد علم من التوراة أن اللَّه قد جعل تلك الأكلة سبب إهباطه من الجنة وسكناه


(١) البقرة: ٣٠.
(٢) في (ل، م): وبينك. والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>