للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٧٠٥] (ثنا) عبد اللَّه (القعنبي، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي، نزل فيهم بالبصرة، أحد السادة، ومناقبه جمة (عن رقبة) بقاف وموحدة مفتوحتين (ابن مصقلة) العبدي الكوفي، أخرج له الشيخان (عن أبي إسحاق) (١) عمرو بن عبد اللَّه السبيعي الهمداني.

(عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب -رضي اللَّه عنه- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرًا) قال القاضي عياض: هذا حجة بينة لأهل السنة لصحة مذهبهم في الطبع والرين والأكنة والأغشية والحجب، وأشباه هذِه الألفاظ الواردة في الشرع على أفعال اللَّه بقلوب (٢) أهل الكفر والضلال، ومعنى ذلك عندهم خلق اللَّه تعالى ضد الإيمان وضد الهدى، هذا على أصل أهل السنة أن العبد لا قدرة له إلا ما أراده اللَّه تعالى، خلافًا للمعتزلة والقدرية القائلين بأن للعبد فعلًا من قبل نفسه وقدرة على الهدى والضلال، والخير والشر (٣). وقد يحتج بهذا من يقول: أطفال الكفار في النار، والثاني: يتوقف عن الكلام فيه، والصحيح أنهم في الجنة، ويقولون في جواب هذا الحديث: معناه: علم اللَّه لو بلغ لكان كافرًا.

(ولو عاش لأرهق أبويه) أي: لو عاش حتى أدرك أبويه لأرهقهما (طغيانًا وكفرًا) أي: حملهما عليهما وألحقهما بهما، والمراد بالطغيان هنا الزيادة في الضلال، وهذا الحديث من دلائل أهل الحق في أن اللَّه


(١) فوقها في (ل): (ع).
(٢) مكانها بياض في (م).
(٣) "إكمال المعلم" ٧/ ٣٧٤ - ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>