للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأصمعي بشدة العدو (١). قال الطيبي: شبه شغل (٢) الشيطان نفسه عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره، ثم سمَّاه ضراطًا تقبيحًا له ولفاعله قصدًا، والظاهر أن المراد بالشيطان إبليسُ كما دلَّ عليه كثير من الشراح، ويحتمل أن يراد جنس الشيطان، وهو كل متمرِّد من الجنِّ أو الإنس، لكن المراد هنا شيطان الجنِّ خاصّة (٣).

(حتى لا يسمع) منصوب بحتى و"لا" غير حاجزة] (٤) كقوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} (٥) (التأذين) ظاهره أنه يتعمد إخراج ذلك إما ليشتغل بسماع الصوت الذي يخرجه عن سماع المؤذن، أو يخرج ذلك استخفافًا بالأذان كما يفعل السفهاء، ويحتمل أن لا يقصد ذلك، بل يحصل له عند سماع الأذان شدة خوف يحدث منه الحدث.

واستدل به على استحباب رفع الصوت بالأذان، لأن قوله: "حتى لا يسمع" ظاهر في أنه يبعد إلى غاية ينتفي (٦) فيها سماعه للصوت، وقد وقع بيان الغاية في رواية لمسلم من حديث جابر فقال: "حتى يكون بمكان الروحاء" (٧). وبين المدينة والروحاء ستة وثلاثون ميلًا. ولفظ إسحاق


(١) "غريب الحديث" لأبي عبيد ٤/ ١٨١.
(٢) في (م): سفل.
(٣) "فتح الباري" ٢/ ٨٥.
(٤) في (ص، س، ل): حاححره، وفي (م): ما جحده، ولعل المثبت الصواب.
(٥) الحشر: ٧.
(٦) في (ص، س): ينبغي.
(٧) "صحيح مسلم" (٣٨٨) (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>