للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالسعي هنا الذهاب والمضي، وفي "الموطأ" عن مالك أنه سأل ابن شهاب عن هذِه الآية فقال: كان يقرؤها: إذا نودي للصلاة فامضوا (١)، فكأنه فسر السعي بالذهاب والمضي، وأشار المصنف بإيراد هذا الحديث بأن السعي المأمور به في الآية غير السعي المنهي عنه في الحديث، والحجة فيه أن السعي في الآية فسر بالمضي، والسعي في الحديث فسر بالعدو وسرعة المشي، ولمقابلته للمشي حيث (٢) قال: "فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون".

(وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ) كذا في رواية للبخاري عند غير أبي ذر (٣)، ولمسلم من طريق يونس (٤)، وضبطها القرطبي شارحه بالنصب على الإغراء (٥). وضبطها النووي بالرفع على أنها جملة في موضع الحال، واستشكل بعضهم دخول (٦) الباء؛ لأنه متعدٍّ بنفسه لقوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (٧) وفيه نظر لثبوت رواية الباء في الأحاديث الصحيحة كحديث: "عليكم برخصة الله" (٨)، "فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (٩)


(١) "الموطأ" ١/ ١٠٦.
(٢) في (س): حين.
(٣) في (م): داود.
(٤) "صحيح مسلم" (٦٠٢) (١٥١).
(٥) "المفهم " ٢/ ٢٢٠.
(٦) في (ل): إدخال بعضهم، وفي (س): دخول بعضهم.
(٧) المائدة: ١٠٥.
(٨) "صحيح مسلم" (١١١٥).
(٩) "صحيح البخاري" (١٩٠٥)، ومسلم (١٤٠٠) (٢)، وسيأتي تخريجه إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>