للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن قلت: إذا كان المراد بالأقرأ الأفقه كما تقدم في كلام الشافعي، فكيف قال في الحديث بعد القراءة: أعلمهم بالسنة؟ فالجواب: أن القرآن والسنة من مشرع (١) واحد؛ لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٢) فكلاهما وحي، ولأن الإنسان يقرأ القرآن ويتفقه فيه، ثم يتعلم السنة والأحاديث.

(فليؤمهم) بفتح الميم المشددة، ويجوز ضمها اتباعًا للهاء التي بعدها (أقدمهم هجرة)؛ لقوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ} (٣) أي لا يستوي في الفضل من أنفق ماله وقاتل العدو في الإسلام قبل فتح مكة مع من أنفق وقاتل بعد الفتح {أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً} (٤).

قال الأصحاب: ثم الهجرة المقدم (٥) بها في الإمامة لا تنقطع إلى يوم القيامة (٦). فإذا أسلم اثنان وتقدم أحدهما في الهجرة، فإنا نقدمه عليه (٧) في الإمامة، [ونقدم أولاد المهاجرين] (٨) على أولاد غيرهم، ونقدم أولاد المهاجرين بعضهم على بعض لتقدم هجرة آبائهم.


(١) في (س): مسوغ.
(٢) النجم: ٣ - ٤.
(٣) الحديد: ١٠.
(٤) الحديد: ١٠.
(٥) من (س). وفي باقي النسخ: المقدمة.
(٦) "نيل الأوطار" ٣/ ١٩٢.
(٧) في (م): عليهم.
(٨) سقط من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>