للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خارج (بصدره) قال الله تعالى: {إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (١) أي خرجت من عند أهلها آخذة {مَكَانًا شَرْقِيًّا} ورواية النسائي: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم الصفوف كما تقوم القداح، فأبصر رجلًا خارجًا صدره من الصف (٢).

(فقال: لتسوُّنَّ) جواب قسم محذوف، والأصل في لتسوُّنَّ لتسوون الواو (٣) الأولى المشددة من أصل الفعل (٤)، والواو التي بعدها واو الضمير فحذفت استثقالًا، وأُبقيت الضمة على الواو قبلها دالة عليها، وحذفت أيضًا نون الرفع، والنون المشددة النافية هي نون التوكيد، لمَّا استثقل اجتماع النونين (٥) حذفت إحداها، وقيل: المحذوف إحدى نوني التوكيد، ووُجِّهَ أيضًا بوجوه مشهورة (٦) في العربية.

(صفوفكم، أو ليخالفن الله) فيه من اللطائف وقوع الوعيد من جنس الجناية، وهي المخالفة، لما خالف هذا المخالف بصدره صدور المصلين، ومقتضى هذا الوعيد وجوب استواء الصفوف إذ لا يحصل الوعيد إلا على محرم التفريط فيه، ويؤيده حمله على ظاهره حديث أبي أمامة (٧) بلفظ: "لتُسَوُّنَّ صفوفكم، أو لتطمسن (٨) الوجوه" (٩)؛


(١) مريم: ١٦.
(٢) "المجتبى" ٢/ ٨٩.
(٣) سقط من (م).
(٤) في (ص، ل): النقل.
(٥) في جميع النسخ: النونان. والمثبت هو الصواب.
(٦) في (ص، س، ل): مستمدة.
(٧) زاد هنا في (م): أخرجه.
(٨) هكذا هي في (م)، وفي بقية النسخ: لتطمس.
(٩) أخرجه أحمد ٥/ ٢٥٨. وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وهما ضعيفان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>