للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ويقول ضع هذِه الآية في السورة) (١) فيه دليل على أن ترتيب الآيات في السور (٢) على ما هو عليه في مصحفنا توقيف (٣) من النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال القرطبي (٤): وقراءة القرآن منكوسًا فيبتدئ من آخر السورة إلى أولها حرام محظور؛ لأن فيه إفساد لنظم السورة، ومخالفة لما قصد منها.

(التي يذكر فيها كذا وكذا) قد يستدل به لما قاله بعض السلف كما حكاه النووي، وهو أنه يكره أن يقول: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة العنكبوت، وكذلك البواقي بل يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة، [والسورة التي يذكر فيها آل عمران] (٥) والسورة التي يذكر فيها النساء كما في هذا الحديث.

قال النووي: والصواب أن ذلك جائز لا كراهة فيه، وهو قول جماهير المسلمين من سلف الأمة وخلفها (٦). والأحاديث فيه أكثر من أن تحصر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ الآيتان من آخر سورة البقرة كفتاه" (٧) وعلى هذا فأقل مراتب هذا الحديث أن يحمله على أنه خلاف الأولى، وأن الأولى أن يقول: السورة التي يذكر فيها كذا، بل يقال


(١) زاد في (س، م): التي. وبياض في (ل).
(٢) في (م): السورة.
(٣) في (ص، س): توفيق. والمثبت من (م)، وبياض في (ل).
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٦١.
(٥) سقط من (س، ل، م).
(٦) "شرح النووي على مسلم" ٦/ ٩٠.
(٧) رواه البخاري (٤٠٠٨، ٤٠٠٩)، ومسلم (٨٠٧، ٨٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>