للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدنيوية واسترساله في ذكره، ومن أعرض عما يذكره به الشيطان، ولم يسترسل معه لا ينقص من أجره شيئًا، كما دل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها" (١)، وهذا العشر الذي يكتب للمصلي يكمل به تسعة الأعشار من التطوعات.

كما روى الحافظ أبو يعلى، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أول ما يُحَاسِبُ به الصلاة يقول: انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة يقول: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع تمت (٢) الفريضة من التطوع" (٣) الحديث (٤).

ويقال: إن الصلوات الخمس تلفق بعضها إلى بعض حتى يتم للعبد بها صلاة واحدة.

وقيل: من الناس من يصلي خمسين صلاة فيكمل له بها خمس صلوات (تسعها) بضم التاء هو وما بعده مرفوع على أنه بدل مما قبله، وقد ذكر هذا الحديث أقضى القضاة أبو العباس الحلبي في "شرح التسهيل" مثالًا (٥) لبدل البداء بفتح الباء الموحدة [وبعدها دال مهملة، والكلمة ممدودة] (٦)، ونقل عن بعضهم أن البدل مقصود كالأول المبدل منه، وخالف في ذلك ابن مالك (٧)؛ فإنه جعل الثاني مقصودًا


(١) أخرجه البخاري (٥٢٦٩)، ومسلم (١٢٧) (٢٠١)، والترمذي (١١٨٣)، والنسائي في "المجتبي" ٦/ ١٥٧، وابن ماجه (٢٠٤٠) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (م): تممت.
(٣) "مسند أبي يعلى" (٤١٢٤)، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب" (٢١١).
(٤) في (م): لو كانت.
(٥) في (م)، (ص): مما لا.
(٦) من (ل).
(٧) "شرح ابن عقيل" (٣/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>