للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيما جهر فيه، وإن لم يسمعه، ويقرأ معه فيما أسر الإمام تمسكًا بقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (١) (٢) وبقول أبو هريرة: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: قسمت) معنى القسمة هنا من جهة المعاني؛ لأن نصفها الأول في حمد الله تعالى وتمجيده والثناء عليه وتوحيده، والنصف الثاني في أعتراف العبد بعجزه وحاجته إليه وسؤاله في تثبيته بهدايته ومعونته على ذلك، وهذا التقسيم حجة لمالك وغيره من القائلين بأن البسملة ليست من الفاتحة (٣)، وهو من أوضح ما احتجوا به لأنها سبع آيات بالإجماع فثلاث في أولها ثناء أولها الحمد لله، وثلاث بدعاء أولها: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ} والسابعة متوسطة وهي (٤) {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وقالوا: ولأنه تعالى قال: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإذا قال {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} فلم يذكر البسملة، وأجاب أصحابنا وغيرهم بأجوبة. أحدها: أن النصف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ، والثاني: أن النصف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة، والثالث: معناه: فإذا انتهى العبد في قرائته إلى الحمد لله رب العالمين.

(الصلاة) يعني: أم القرآن سماها (٥) صلاة؛ لأن الصلاة لا تصح أو


(١) الأعراف: ٢٠٤.
(٢) "المفهم" ٢/ ٢٨.
(٣) "الذخيرة" ٢/ ١٧٨.
(٤) من (م).
(٥) في (ص): سماه.

<<  <  ج: ص:  >  >>