للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والزمان ولم يزل موجودًا ولا زمان ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان، ولو كان قابلًا للمكان مختصًّا به فيحتاج إلى مخصص، ولكان فيه إما متحركًا أو ساكنًا، وهما أمران حادثان، وما يتصف بالحوادث (١) حادث ولما صدق قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ} (٢)، وإذا ثبت ذلك ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أطلقه على الله تعالى بالتوسع والمجاز لضرورة إفهام (٣) المخاطبة القاصرة الفهم الناشئة مع قوم معبوداتهم في بيوتهم فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتعرف منها (٤) هل هي ممن يعتقد أن معبودها في بيت الأصنام أم لا؟ فقال لها: "أين الله؟ ".

(قَالتْ: فِي السَّمَاءِ) فقنع منها بذلك وحكم بإيمانها إذ لم يتمكن من فهم غير ذلك منها وحملها على قولها في السماء أنها (٥) رأت المسلمين يرفعون أبصارهم وأيديهم إلى السماء عند الدعاء فقنع منها بذلك؛ إذ لو قيل لها في تلك الحالة: الله تعالى يستحيل عليه المكان والزمان لخيف عليها أن تعتقد النفي المحض والتعطيل؛ إذ ليس لها عقل يقبل هذا، بل إنما يعقل (٦) هذا العالمون الذين شرح الله صدورهم لهدايته، ثم (قَال) لها (مَنْ أَنَا؟ قَالتْ: أَنْتَ رَسُولُ الله) فيه دليل على أن الكافر لا يصير مؤمنًا إلا بالإقرار بالله تعالى وبرسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه أن من أقر بالشهادتين


(١) في (ص، س): بالحادث.
(٢) الشورى: ١١.
(٣) في (م): إنها.
(٤) من (م).
(٥) في (ص): أنه.
(٦) في (م): يفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>