للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوضعت يدي على رأسه (١). قال القرطبي: هذا يدل على عظيم تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسن أخلاقه، وأنه كان مع خاصة أصحابه فيما يرجع إلى المعاشرة والمخالطة كواحد منهم؛ إذ كان يباسطهم ويمازحهم ويكون معهم في عملهم ولا يترفع (٢) عليهم، ومن كانت هذِه حاله فلا يستنكر (٣) من بعض أصحابه أن يعامله بمثل ذلك في بعض الأحوال سيما وكان مقصود عبد الله أن يقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى (٤) يجيبه عما وقع في خاطره من هذا الأمر الديني المهم في حقه، والله أعلم.

وهذا كله على ما صح عندي من الرواية: على رأسه. وظاهره أنه عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وقد ذكر لي أن بعض الناس رواه: رأسيه. فألحق به ياء المتكلم وهاء السكت، ووجهها واضح لو ثبت، قال: وأظنه رأي وإصلاح لا رواية، ويقرب من فعل عبد الله فعل جبريل حيث (٥) أسند ركبتيه [إلى ركبتيه] (٦) ووضع كفيه على فخذيه (٧) على قول من قال: إنه أراد فخذي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصحيح (٨). انتهى.

وهذا عجيب منه مع أنه (٩) كثير النقل عن أبي داود والاحتجاج


(١) "صحيح مسلم" (٧٣٥) (١٢٠).
(٢) في (م): يرتفع. وفي (س): يتوقع.
(٣) في (ص، س، ل): يستكبر.
(٤) في (س): حين.
(٥) في (ص، س، ل): حين.
(٦) سقط من (م).
(٧) رواه مسلم (٨).
(٨) "المفهم" ٢/ ٣٧١ - ٣٧٢.
(٩) من (ل، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>