للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كسائر المخلوقات يطرأ (١) عليهما النقص والتغيير كغيرهما، وكان بعض الضلال من المنجمين يقول: لا ينكسفان إلا لموت عظيم أو نحو ذلك، فبين (٢) أن هذا باطل لئلا يغتر بأقوالهم (٣)، لا سيما وقد صادف موت إبراهيم (٤).

(ولا لحياته) ذكر هذا وإن لم يكن أحد يقول: إن (٥) الانكساف لحياة أحد، لا سيما في سياق موت إبراهيم، بل لدفع توهم أنها إذا (٦) لم تكن لموت أحد، فيكون كنقيض الموت يعمم (٧) النفي فيهما.

(ولكنهما آيتان من آيات الله) أي: علامتان لقرب القيامة، أو إنه (٨) لعذاب الله الناس مقدمة له، قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (٩)، أو علامتان على أنهما مخلوقتان لله تعالى، داخلتان تحت قهر الله تعالى، ويعتريهما النقص والتغير كما يعتري غيرهما، لا يستطيعان الدفع عن أنفسهما شيئًا، فكيف يتصرفان (١٠) في موت أحد أو حياته، وأما قول أهل الهيئة: إن سبب الكسوف حيلولة القمر بينها وبين الأرض فلا يرى حينئذ إلا لون القمر [وهو كمِدٌ (١١) لا نور له] (١٢)،


(١) في (م): فطرأ.
(٢) في (م): فتبين.
(٣) في (ص): بأحوالهم.
(٤) "شرح مسلم للنووي" ٦/ ٢٠١.
(٥) ليست في (م).
(٦) ليست في (م).
(٧) في (ل، م): فعم.
(٨) ليست في (م).
(٩) الإسراء: ٥٩.
(١٠) في (س، ل، م): يتصرف.
(١١) في النسخ: كبير. والمثبت من "عمدة القاري" ٢/ ٩٦، وهو الصحيح، وكمد اللون: متغيره، كأنما علته غبرة.
(١٢) ليست في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>