للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيما (١) رواه حذيفة ليلة الأحزاب: "ألا رجل يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة" (٢)؛ لأن مثل هذا قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (٣)؛ لأن هذِه المعية هي النجاة من النار والفوز بالجنة، إلا أن أهل الجنة على مراتبهم ومنازلهم بحسب أعمالهم وأحوالهم.

وقد دلّ على هذا أيضًا قوله - عليه السلام -: "المرء مع من أحب وله ما اكتسب" (٤) انتهى كلام القرطبي (٥).

قال النووي: وفيه دليل على [الحث على] (٦) كثرة السجود والترغيب فيه، وأن تكثير (٧) السجود أفضل من إطالة القيام، ويدل عليه (٨) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (٩)، ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى؛ إذ فيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها (١٠) وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن (١١).


(١) في (ص): ما. وفي (س، ل): مما. والمثبت من (م)، و"المفهم".
(٢) أخرجه مسلم (١٧٨٨) (٩٩).
(٣) النساء: ٦٩.
(٤) أخرجه الترمذي (٢٣٨٦).
(٥) "المفهم": ٢/ ٩٣ - ٩٤.
(٦) سقط من (م).
(٧) في (ص): كثرة. والمثبت من (س، ل، م)، و"شرح النووي".
(٨) في (ص، س، ل): على. والمثبت من (م)، و"شرح النووي".
(٩) رواه مسلم (٤٨٢/ ٢١٥)، وأبو داود (٨٧٥)، والنسائي ٢/ ٢٢، وأحمد ٢/ ٤٢١.
(١٠) سقط من (م).
(١١) "شرح النووي على مسلم" ٤/ ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>