للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه يوم الفتح وكان في رمضان: "إن هذا يوم قتال فأفطروا" (١)، وكان عمر إذا بعث سرية قال: لا تصوموا؛ فإن التقوي على الجهاد أفضل من الصوم.

(وإن لضيفك عليك حقًّا) فيه دليل على أن المتطوع بالصوم إذا ضافه ضيف كان المستحب له أن يفطر ويأكل معه ليزيد في إيناسه (٢)، وذلك نوع من إكرامه (وإن لنفسك عليك حقًّا) فيه إشارة إلى أن النفس وديعة لله عند ابن آدم، وهو مأمور أن يقوم بحقها، ومن حقها اللطف بها حتى توصل صاحبها إلى المنزل.

قال الحسن: نفوسكم مطاياكم إلى ربكم فأصلحوا مطاياكم توصلكم (٣) إلى ربكم (٤). فمن وفى نفسه حظها (٥) من المباح بنية التقوي بها (٦) على تقويتها على أعمال الطاعات كان مأجورًا في ذلك كما قال معاذ: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي (٧).

ومن قصر في حقها حتى ضعفت وتضررت كان ظالمًا لها، وإلى هذا أرشده بقوله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمرو: "إنك إذا فعلت ذلك تفهت (٨) له


(١) "مصنف عبد الرزاق" ٥/ ٣٠٢ (٩٦٨٨).
(٢) في (ص): البشاشة.
(٣) من (ل، م).
(٤) "فتح الباري" لابن رجب ١/ ١٤٠.
(٥) في (م): حقها.
(٦) في (م): به.
(٧) أخرجه البخاري (٤٣٤٢)، ومسلم (١٧٣٣) (١٥).
(٨) في (س، م): تفهمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>