للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القدرية؛ فإن الله هو خالق الهم بالشيء والقدرة عليه والفعل مع القدرة.

قال ابن بطال: القادر والقدرة من صفات الذات، [والقدرة والقوة بمعنى واحد مراد (١).

قال] (٢) (وأسألك من فضلك العظيم) إذ كل عطاء الرب جل جلاله فضل، فليس عليه (٣) لأحد حق واجب في نعمه ولا في شيء، وكل ما يهب فهو زيادة مبتدأة من عنده لم يقابلها منا عوض ولا عمل فيما مضى، ولا يقابلها فيما يستقبل، فإن وفق العبد للشكر والحمد فهو نعمة (٤) وفضل يفتقر أيضًا إلى حمدٍ وشكر هكذا إلى غير نهاية، بخلاف ما تعتقده المبتدعة التي تقول أنه واجب على الله أن يبتدئ العبد بالنعمة، وقد خلق له القدرة، وهي باقية فيه.

(فإنك تقدر) بكسر الدال (ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم) فيه تصريح بما تقتضيه قوة الكلام (٥)؛ لأنه لا يعرف ذلك إلا أربابه (٦) وهم قلائل، والدعاء يحتاج [إليه من يعرف] (٧) ذلك ومن لا يعرفه، وفيه التصريح بعقيدة أهل السنة فإنه نفى القدرة، والعلم عن العبد وهما موجودان، والحقيقة في ذكر (٨) الاعتراف بأن القدرة لله، والعلم لله ليس للعبد من


(١) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ١٠/ ٤١٨.
(٢) و (٣) سقط من (ر).
(٤) زاد بعدها في (ر): منك.
(٥) زاد في (م): والفائدة في إظهار أن الغالب في الناس عدم فهم ما تقتضيه قوة الكلام.
(٦) في (م): أراد به.
(٧) في (م): إلى معرفة.
(٨) في (ر): فكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>